“Ghibli Style”بين سحر الرسوم المتحركة ومخاطر الخصوصية

كتبت إيريني أنطون
في الآونة الأخيرة، اجتاح تريند “Ghibli Style” منصات التواصل الاجتماعي، حيث يقوم المستخدمون بتحويل صورهم الشخصية إلى لوحات فنية مستوحاة من أسلوب استوديو جيبلي الياباني الشهير. هذا التريند، الذي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، أثار إعجاب الكثيرين بجمالياته الفنية، لكنه في الوقت ذاته فتح الباب أمام مخاوف تتعلق بالخصوصية وسرقة البيانات، إلى جانب تأثيره على الفنانين التقليديين.
جاذبية فنية لكنها مثيرة للقلق
توضح شيري مدحت، مدرسة رسم وفنانة تشكيلية، أن التريند “يجذب الناس لأنه بيحول صورهم لحاجة شبه أفلام الطفولة اللي فيها خيال وسحر”، مضيفة: “لكن المشكلة إنه بيعتمد على أدوات ذكاء صناعي مش بيحترم مجهود الفنان اللي بيتعب سنين علشان يوصل لنفس النتيجة يدوي”. وأشارت إلى أن تكرار الاعتماد على تلك الأدوات قد “يسيء لفكرة الفن نفسه ويهمّش دور الرسام والمصمم الحقيقي، وده خطر على المهنة مش بس على الفنانين”
أما جوليا عبده، طالبة جامعية ومستخدمة للتريند، فقالت: “أنا أول ما شفت الناس بيحطوا صورهم بأسلوب جيبلي كنت مبسوطة وعايزة أعمل زيهم، حسيت إنها طريقة ظريفة أظهر بيها شكلي في صورة كرتونية جميلة”. لكنها أضافت: “بصراحة بعد ما قريت إن ممكن التطبيق يحتفظ بالصور أو يستخدمها من غير إذني بدأت أتردد، بس برضه ما قدرتش أقاوم أجربه”.
مخاوف قانونية حول الخصوصية
من جانبه، حذر المحامي أبانوب عادل من الانجراف وراء هذه الترندات دون وعي قانوني، قائلًا: “فيه تطبيقات فعلاً بتاخد الصور وبتخلي المستخدم يوافق على بنود قانونية مخفية زي إنهم يقدروا يستخدموا الصورة في التدريب أو الدعاية أو حتى يبيعوها”، مضيفًا أن “في مصر فيه قانون لحماية البيانات الشخصية لكن تطبيقه لسه مش كافي خصوصًا في الحاجات اللي بتحصل على منصات أجنبية”. وشدد على أن “أي شخص يتضرر بسبب استخدام غير مصرح به لصورته يقدر يشتكي، بس لازم يثبت الضرر ويعرف التطبيق تبع مين، ودي مشكلة في ذاتها”.
و تشير منصات تقنية مثل Proton إلى أن “بمجرد مشاركة صورك الشخصية مع الذكاء الاصطناعي، تفقد السيطرة على كيفية استخدامها”. كما حذّرت الباحثة البريطانية Elle Farrell-Kingsley من أن تحميل الصور على هذه الأنظمة قد يعرّض المستخدمين، خصوصًا الأطفال، لانتهاكات في الخصوصية أو استخدامات غير أخلاقية.
بين انبهار المستخدمين بجمال الصور وتحذيرات الخبراء، يبقى تريند “Ghibli Style” نموذجًا جديدًا لصراع قديم: التكنولوجيا في مواجهة الفن، والذكاء الاصطناعي في مواجهة الخصوصية. فهل نحن أمام وسيلة للتعبير الإبداعي أم أمام فخ رقمي جديد يتسلل إلينا من خلف شاشة هاتف ذكي؟