طبيبك في جيبك لكن هل يشعر بنبضك

كتبت شروق عارف مع التطور السريع للتكنولوجيا وتزايد اعتمدنا على الإنترنت في مختلف المجالات برز الطب عن بعد كأحد أهم التحولات في مجال الرعاية الصحية خصوصا بعد جائحة كورونا التي فرضت واقع جديد يحتم علينا العزلة مما دفعنا للبحث عن بدائل أمنة وفعالة للتشخيص والعلاج دون الحاجة لزيارة الطبيب ورغم ما يقدمه الطب عن بعد من من عدة حلول أهمها تقليل النفقات والحد من الازدحام ولكن مع هذا التطور بدأت تظهر تساؤلات مهمة أبرزهم هل يمكن الاعتماد عليه كبديل كامل للفحص التقليدي؟ وهل يضمن دقة التشخيص وكفاءة العلاج؟ أم أنه يظل أداة مساعدة مهمة لكنها لا تغني عن التواصل المباشر مع الطبيب في عيادته؟
الطب عن بعد دعم مكمل لا بديل
صرح أحد الأطباء بأن الطب عن بعد يمكن أن يكون فعالا جدا في بعض الحالات مثل متابعة الأمراض المزمنة أو إعطاء نصائح أولية لكنه لا يمكن أن يحل محل الفحص وتابع حديثه قائلا هناك تفاصيل لا يمكن معرفتها من خلال شاشة الهاتف مثل نبض القلب أو ملامح التعب أو بعض التغيرات وهذه أمور لا تظهر عبر الكاميرا كما وأوضح أن الطب عن بعد ساهم في تقليل الضغط على المستشفيات وساعد في تقليل العدوى لكنه لا يمكن أن يعتمد عليه بشكل أساسي
الأسنان لا تفحص عن بعد
من جانبه صرح أحد الأطباء في جراحة الفم والأسنان أن الطب عن بعد لا يصلح في تخصص مثل الأسنان وذلك لاعتمادها الكبير على الفحص اليدوي والرؤية الدقيقة للحالة وأضاف كيف يمكنني أن اشخص التهاب في اللثة أو كسر في السن عبر شاشة هناك تفاصيل لا ترى إلا بالفحص المباشر سواء من خلال الأشعة أو أدوات الكشف الدقيقة وتابع قائلا الطب عن بعد قد يكون مفيد فقط في الاستشارة الأولية أو متابعة بعض الحالات البسيطة بعد العلاج لكن لا يمكن الاعتماد عليه في تشخيص أو وضع خطة علاجية دون معاينة فعلية
وأشار محذرا أن الطب عن بعد في مجال طب الأسنان قد يكون خطر وذلك لأن أي خطأ في التشخيص قد يؤدي إلى مضاعفات صحية للمريض موكدا أن التقنية تظل أداة مساعدة وليست بديلا عن الطبيب
ومن جانبه يؤكد أن التواصل المباشر بين الطبيب والمريض هو عنصر أساسي في طب الأسنان موضح أن بعض الأعراض قد لا تفهم بشكل دقيق إلا من خلال تفاعل مباشر وتابع حديثه قائلا حتى مع توفر صور أو مقاطع فيديو يظل هناك فارق كبير بين ما يرى عبر الشاشة وما يمكن للطبيب ملاحظته أثناء الكشف
ويبقى الطب عن بعد أداة فعالة في تحسين الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية لكنه في النهاية يظل وسيلة مساعدة لا تغني عن دور الطبيب والفحص المباشرة