معرفة

الذكاء الاصطناعي وتعليم ذوي الهمم: جامعة القاهرة تفتح النقاش

‏كتبت شروق عارف                                                                                                                           
في ظل التقدم السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوسعها في مختلف المجالات مثل التعليم والمحاماة والرعاية الصحية والإعلام نظمت جامعة القاهرة مؤتمر بعنوان أفاق الذي يهدف إلى دمج تقنية الذكاء الاصطناعي في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة وفي هذا السياق ظهرت عدة تساؤلات مهمة هل يمكن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تعليم وتأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة؟ أم أنه مجرد أداة مساعدة بجانب المتخصصين والمعلمين

تصنيف ذوي الاحتياجات مهم للإستخدام الذكاء الاصطناعي

من جانبها أوضحت الدكتورة رشا أحمد أخصائية التخاطب والعلاج النفسي والسلوكي على ضرورة تصنيف فئة ذوي الاحتياجات الخاصة عند توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي وأشارت إلى أن بعض الحالات خاصة من يعانون من إعاقات شديدة مقترنة بتأخر لغوي أو اضطرابات نفسية قد لا يتمكنون من الاستفادة الكاملة من هذه البرامج

الذكاء الاصطناعي لا يغني عن الاخصائي

من جانبه أوضحت منه كرم الأخصائي النفسية على أهمية وجود إشراف نفسي دائم عند استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك لما يواجهه هؤلاء الأطفال من صعوبات نفسية وسلوكية تستلزم متابعة دقيقة من متخصصين كما أوضحت أن الذكاء الاصطناعي غير مؤهل للتعامل مع الاضطرابات النفسية العميقة التي تحتاج إلى تدخل الأخصائي بشكل مباشر وشددت على أن هذه لتقنيات لا تعتبر بديل عن الرعاية النفسية أو العلاج السلوكي بل ينبغي أن تكون وسيلة مساعدة تدعم عمل الأخصائيين النفسيين دون أن تحل محلها

تدخل الاخصائي أساسي في تأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاص                                            
أوضحت الدكتورة إيناس الشيخ الأخصائية النفسية واستشاري أمراض التخاطب أن الذكاء الاصطناعي يمكنه المساعدة في إعداد البرامج ووضع استراتيجيات لتحقيق أهدافها لكنه لا يستطيع تنفيذ هذه الاستراتيجيات بنفسه فالتدخل البشري بظل عنصر أساسيا وخاصة عند التعامل مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وأضافت: الطفل في هذه الحالة يحتاج إلى من يشعر به ويتعاطف معه ويحسن التعامل معه دون الإخلال بمصلحته لذلك لا بد من وجود شخص متخصص يعرف كيف يدير حالة الطفل ويساعده في التأهيل بشكل صحيح
وتابعت حديثها قائلة ترك الطفل لفترات طويلة أمام الشاشات أو الهاتف المحمول له نفس خطورة الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي لأن الطفل يكون حينها في وضع المستقبل فقط دون تفاعل حقيقي. بينما التفاعل البشري المباشر يُعزز من فرص التواصل الاجتماعي وتنمية المهارات وفيما يخص حالات القلق المفرط عند الأطفال
كما أوضحت الدكتورة إيناس أن الذكاء الاصطناعي قد يساعد في وضع خطة علاجية وتنفيذ فيديوهات للتعرض التدريجي للمخاوف لكنه لا يمكنه تنفيذ الخطة على أرض الواقع فالتواصل الإنساني يظل ضروري خاصة في مثل هذه الحالات الحساسة
و أشارت إلى أن بعض برامج النطق المدعومة بالذكاء الاصطناعي قد تكون مفيدة في أداء بعض التمارين خاصة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة لكن من المهم أن ندرك أن كل طفل له احتياجاته وظروفه الخاصة وهذه التفاصيل لا يستطيع لذكاء الاصطناعي التعامل معها بدقة دائما
كما ان الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي في تأهيل الأطفال ذوي لاحتياجات الخاصة يحمل العديد من المخاطر لذا يجب أن يكون هناك دور فعال للأخصائي لفهم الحالة وتوجيهها بالشكل المناسب

يبقى الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة وفعالة في تحسين تعليم وتأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ولكن بشرط أن يستخدم كأداة مساعدة وليس كبديل للأخصائيين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wpChatIcon
wpChatIcon