خدمة

كيف يسرق الذكاء الاصطناعي مقاعد الصحفيين و المصممين؟

  

كتب إيريني أنطون-مريم سمير

مع التطور المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، بدأت مهن عديدة تعتمد على الإبداع تواجه تحديات مصيرية، من أبرزها مهنة التصميم الجرافيكي والصحافة. وبينما يرى البعض أن هذه التقنيات مجرد أدوات مساعدة، يعتبرها آخرون تهديدًا حقيقيًا قد يغير شكل المهنة بشكل جذري.

تهديد الذكاء الاصطناعي لوظيفة المصمم بين الدعم والمنافسة

يرى الأستاذ أحمد بدر، مدير تصميم و مصمم هوايات، أن الذكاء الاصطناعي بدأ كأداة لتسهيل وتسريع العمل، لكنه مع مرور الوقت تطور بشكل كبير، ليصبح قادرًا على تقديم أعمال متكاملة كان من الصعب تخيلها سابقًا. وأوضح قائلًا:

“الذكاء الاصطناعي بقى يطلع 3D Models وStyles Illustrations بجودة أعلى، وبقى ممكن يطلع لك ستايل كامل لبراند لو دخلتله keywords وطبيعة البراند.”

ومن جانبها، تتفق الأستاذة أوليفيا أيمن، مصممة علامات تجارية، مع هذا الرأي إلى حد ما، لكنها ترى أن التهديد الحقيقي لا يكمن في الشكل الجمالي وحده، قائلة:

“التصميم مش مجرد شكل، ده بيحل مشكلة. ولازم ذكاء بشري لدراسة المشكلة وتقديم حلول ليها، وده حاجة الذكاء الاصطناعي لسه مش قادر يعملها.”

وفيما يتعلق بتغير سوق العمل، أشار بدر إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي أثرت على مجالات مثل التصوير ومعالجة الصور، حيث أصبحت بعض الوظائف مثل وظيفة الـRetoucher مهددة بالاختفاء، مضيفًا:

“الـAI بيطلع صور نظيفة جدًا وجاهزة، وده خلاه يستغنى عن وظائف كانت معتمدة على ال touch up بعد التصوير.”

وبنفس السياق، أوضحت أوليفيا أن سوق العمل أصبح يطلب بشكل أساسي معرفة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، قائلة:

معظم الشغل دلوقتي بقي بيطلب معرفة بالـAI علشان ينجز وقت أكتر.” 

وعن استخدام الأدوات الذكية في العمل، ذكر بدر أن الاعتماد أصبح كبيرًا على منصات مثل Midjourney وFreepik، مؤكدًا أن البعض ينبهر بنتائجها حتى لو كان فيها بعض الأخطاء. وهو ما أكدته أوليفيا أيضًا بقولها:

“بشتغل براند ديزاينر وبستخدم الذكاء الاصطناعي في تجهيز الموك آب وأفكار الكونسبت والسلوجانز.”

التطوير هو الحل

يتفق المصممان على أن التطوير المستمر لمهارات المصممين أصبح ضرورة حتمية، حيث يرى بدر أن قوة الأفكار هي العنصر الأساسي للتفوق قائلا:

“الأفكار هي اللي بتفرق. التنفيذ خلاص بقى سهل، لكن الفكرة المبتكرة هي اللي بتخليك مميز.”

بينما شددت أوليفيا على أهمية التعلم المستمر ومواكبة الأدوات الجديدة، وأضافت:

“لو مشتغلتش على نفسك هيتم استبدالك. لازم تتطور نفسك بشكل مستمر.”

ورغم التطور الكبير في أدوات الذكاء الاصطناعي، إلا أن أوليفيا ترى أن بعض العملاء سيظلون يفضلون اللمسة البشرية، قائلة:

“في ناس لسه بتحب الحاجات الهاند ميد عن شغل المصانع، ومهما تطور الذكاء الاصطناعي، مش هيبدع زي الإنسان اللي بيستلهم من كل حاجة حواليه.”

الصحافة أيضًا في مرمى التهديد 

وفيما يتعلق بتأثير الذكاء الاصطناعي على الصحافة، قال الأستاذ مفرح سرحان، نائب رئيس تحرير الأهرام المسائي ورئيس قسم الأهرام، إن الذكاء الاصطناعي يؤثر سلبًا على الصحافة التقليدية التي تفتقر للإبداع، مضيفًا:

“القوالب النمطية في الصحافة تتأثر بالتقنيات الحديثة، أما الصحفيون المبدعون مش هيتأثروا، لأن الإبداع لا يمكن تقليده.” 

وأكد سرحان أن استخدام الروبوتات في كتابة الأخبار يمكن أن يكون وسيلة لمساعدة الصحفيين وليس استبدالهم، مشيرًا إلى أن الخطر الأكبر يتمثل في نشر الأخبار الكاذبة بسبب اعتماد الروبوت على الخوارزميات دون التحقق الإنساني من دقة المعلومات.

يبقى الأكيد أن الذكاء الاصطناعي أصبح واقعًا لا مفر منه، والتحدي الأكبر للعاملين بالمهن الإبداعية يتمثل في تطوير مهاراتهم وتعزيز قدراتهم الابتكارية، لضمان البقاء والمنافسة في عالم يتغير بوتيرة متسارعة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wpChatIcon
wpChatIcon