تفاعل

الذكاء الاصطناعي في ميادين القتال

 

كتبت إيريني أنطون

 

    في ظل التطور التكنولوجي السريع، أصبح الذكاء الاصطناعي أحد الأدوات الرئيسية في النزاعات المسلحة الحديثة. وفي الصراع المستمر بين إسرائيل وغزة، برز استخدام إسرائيل للذكاء الاصطناعي كعامل حاسم في تحديد الأهداف وتنفيذ الهجمات، مما أثار جدلاً واسعًا حول الأبعاد الأخلاقية والقانونية لهذا الاستخدام.

أنظمة “القتل الخوارزمي”: كيف يعمل الذكاء الاصطناعي؟

كشفت تقارير دولية عن اعتماد إسرائيل على أنظمة ذكية مثل “الإنجيل” وهي منصة تعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الاستخباراتية وتحديد مواقع الأهداف بدقة متناهية، حيث قيل إنها تستطيع إنتاج مئات الأهداف خلال ساعات معدودة .

وفي هذا السياق، صرّح الأستاذ محمد عطية، مبرمج في الذكاء الاصطناعي، قائلاً:

“ما يحدث في ساحة الحرب تجاوز مجرد استخدام الأدوات التقنية إلى الاعتماد الكامل على خوارزميات قد تتخذ قرارات مميتة دون إشراف بشري مباشر. هذه الأنظمة تُستخدم بشكل متسارع في النزاعات دون دراسة كافية لتأثيرها على المدنيين، وغياب الشفافية يجعل الرقابة مستحيلة تقريبًا”.

الجانب القانوني: هل ينتهك الذكاء الاصطناعي قوانين الحرب؟

أثار استخدام هذه الأنظمة موجة من الانتقادات القانونية والحقوقية، خاصة مع تصاعد أعداد الضحايا المدنيين في غزة، حيث يصعب على الخوارزميات التمييز بين هدف عسكري ومبنى سكني أو مستشفى في بيئة حضرية.

وفي هذا الإطار، أوضحت الأستاذة مريم إبراهيم، المحامية:

“القانون الدولي الإنساني ينص بوضوح على ضرورة التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية، ويحمّل القادة العسكريين مسؤولية القرارات المتخذة أثناء الحرب. ولكن عند إدخال الذكاء الاصطناعي في القرار، يصبح من غير الواضح من هو المسؤول قانونيًا. هذه ثغرة خطيرة يجب معالجتها فورًا”.

وأضافت أن “استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي في الحرب دون رقابة بشرية فعلية يمثل انتهاكًا لمبادئ ‘التمييز’ و’التناسب’ التي نصت عليها اتفاقيات جنيف”.

شركات التكنولوجيا والاتهام بالمشاركة

واجهت شركات عالمية، أبرزها Microsoft، انتقادات بعد تقارير عن تقديم خدمات سحابية وتقنيات ذكاء اصطناعي للجيش الإسرائيلي. وذكرت صحيفة The Guardian أن موظفين بالشركة أعربوا عن استيائهم من هذه المشاركة، خاصة بعد توقيع Microsoft عقدًا بقيمة 1.7 مليون دولار مع وزارة الدفاع الإسرائيلية لتقديم خدمات Azure السحابية .

في الوقت الذي تتسابق فيه الدول لامتلاك أنظمة الذكاء الاصطناعي العسكرية، يظل السؤال الأهم مطروحًا: من يراقب الخوارزميات؟

وفي ظل غياب الأطر القانونية والتنظيمية، يظل المدنيون هم الحلقة الأضعف في معادلة تكنولوجية لا تعرف الرحمة.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wpChatIcon
wpChatIcon