الذكاء الاصطناعي التوليدي ابتكار مذهل أم تهديد خفي

كتبت شروق عارف
في السنوات الأخيرة أصبحنا نلجا الي الذكاء الاصطناعي في كافة أمور حياتنا وذلك لقدرته علي توفير حلول سريعه وانجاز المهام بسرعه كبيرة ولكن علي الرغم من المساعدة الضخمة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي لنا أصبحنا نغفل عن أمر مهم وهو هل اعتمادنا الكامل على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تراجع قدرتنا الذهنية
الذكاء الاصطناعي التوليدي سلاح ذو حدين
أجرت شركة مايكروسوفت بالتعاون مع جامعة كارنيجي ميلون دراسة حديثة تقدم لنا إجابة حول تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على المستخدمين حيث أشارت
الدراسة إلى أن هذا النوع من الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في إنشاء محتوى مثل النصوص، الصور، الموسيقى، والفيديوهات وذلك باستخدام تقنيات كالشبكات العصبية التوليدية العميقة وذلك النوع قد يمثل سلاح ذو حدين فقد يؤدي الي تدني القدرات المعرفية او الي تقديم فوائد عديدة ويحدث ذلك حسب إستخدمنا ففي حالة اعتمدنا على الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل مستمر سوف يصل بنا الأمر لجعله يفكر بالنيابة عنا و الجدير بالذكر أن الباحثين يمتعون عن قول أن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي قد تجعلك أكثر غباء لكن الدراسة أوضحت أن الاعتماد الكامل على أدوات الذكاء الاصطناعي التوليد يمكن أن تضعف قدرتنا على حل المشكلات التي قد تواجهنا في المستقبل وعلى جانب اخر يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي مفيد للغاية ويحدث ذلك عند استخدامه بطريقة مناسبة كأداة مساعدة وليس كبديل للعقل
كيف نحافظ على عقولنا وسط سيطرة الآلات
لاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي بطريقة صحيحة علينا اتباع عدة خطوات أساسية منها المحافظة على خصوصية بياناتنا بالإضافة إلى عدم مشاركته في أمور تتعلق بحياتنا الشخصية كما يجب علينا استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة لإنجاز بعض المهام وليس كبديل للعقل فعلى سبيل المثال عند الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لإنجاز مهمة معينة يمكننا إضافة تعديلاتنا الخاصة كما يجب علينا مراجعة دقة المعلومات المقدمة بواسطة الذكاء الاصطناعي لأن من الممكن أن تكون مندثه أو غير صحيحة
اوضح الدكتور إبراهيم عبدالله أستاذ تكنولوجيا المعلومات في المعهد العالي للدراسات النوعية في مصر ومعهد البيان للعلوم والتكنولوجيا في الإمارات أن الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية يحمل في طياته جانب سلبي واخر ايجابي فمن الناحيه السلبية يوجد العديد من التخصصات التي قد تندثر مثل خدمة العملاء والطب وغيرها من التخصصات التي قد تختفي
كما قد يقل والإبداع والابتكار بشكل ملحوظ
وعلي الجانب الإيجابي الذكاء الاصطناعي سهل الحصول علي افكار غير متناهيه
كما أكد دكتور إبراهيم علي ضرورة إعادة تصميم المناهج الدراسية حتي نكون قادرين علي انتاج الذكاء الاصطناعي وليس فقط مستخدمين كما وجه نصيحة شديدة اللهجة للطلاب الذي تعتمد بشكل كلي علي الذكاء الاصطناعي مؤكد أن ذلك سوف يهدم قدرتهم علي البحث والإنتاج و سيضعف قدراتهم كأفراد بشرية على أعمار عقولهم
لفت الدكتور إبراهيم نظرنا الي إحد إخطر المشكلات التي قد تواجهنا في المستقبل ان الذكاء الاصطناعي يدرك نفسه ويشعر بوجوده ويتحكم في الناس وقراراتهم لصالح مجموعه من الأشخاص او الشراكات او لصالحه هو شخصي
قال الدكتور كريم محمود أستاذ مساعد الذكاء الاصطناعي في معهد ا البيان للعلوم والتكنولوجيا إن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمثل فرصة فريدة لتعزيز الإبداع البشري لكنه يحمل في طياته مخاطر أهمها تقليل الاعتماد على العقل والتفكير النقدي وذلك في حالة استخدم بشكل مفرط لذلك من الضروري وضع إطار تنظيمي وتعليمي يوجه الاستخدام الأمثل لهذه الأدوات بحيث تظل مساعدة وليست بديل للعقل والتفكير
و يبقي الذكاء الاصطناعي التوليدي سلاح مزدوج يمكن أن يوسع أفاق الإبداع والابتكار لدينا أو قد يؤدي إلى تراجع قدراتنا الإبداعية لذلك علينا أن ندرك أن الذكاء الاصطناعي في جميع أشكاله أداة مساعدة وليست بديل عن العقل كما يجب علينا استخدامه بحكمة لتحقيق التقدم دون الإغفال عن دورنا كأفراد بشرية في التفكير والابتكار