ثورة تكنولوجيا تغزو المدن…وتحول نمط الحياة

كتبت ميرنا أشرف
في سباق متسارع نحو المستقبل، لم تعد التكنولوجيا الذكية مجرد أدوات نستخدمها، بل أصبحت شريكًا أساسيًا في تفاصيل حياتنا اليومية. ومع هذا التطور، اقتحمت التكنولوجيا قلب المدن، لتقود تحولًا كبيراً من المدن التقليدية إلى مدن ذكية تُدار بأنظمة رقمية متقدمة. وكان من أبرز ملامح هذا التحول: أتمتة الشبكات الكهربائية، لتتحول بدورها إلى شبكات ذكية قادرة على إدارة وتوزيع الطاقة بكفاءة داخل المدن الذكية، بما يواكب تسارع متطلبات العصر ويعزز الاستدامة.
أكد المهندس أشرف جمعة، صاحب شركات ألفا مصر للطاقة الشمسية، أن المدن الذكية تعد مجتمعات حضارية تتميز بتكامل الخدمات وإدارتها وتقديمها عن طريق التكامل واستخدامات تطبيقات التكنولوجيا الحديثة.
وتابع، يتم تحويل المدن الحضارية إلى مدن ذكية منذ البدء عن طريق تقديم حلول تكنولوجية عالية الدقة وفائقة السرعة، ويتم إدارتها أوتوماتيكياً عن طريق غرف تحكم مركزية، لسرعة تنفيذ المهام واكتشاف الأعطال والمشاكل، وتقديم حلول مستدامة، وقابلة للتطبيق، وموافقة مع البيئة الخضراء.
أضاف جمعة، أنه يتم إدارة الشبكات الكهربائية في المدن الذكية عن طريق شبكة اتصالات عالية الدقة، لربط أنظمة المستشعرات بمكونات باقي الأنظمة، لاستقبال وإرسال الأوامر أوتوماتيكياً، لتنفيذ وتحديد الاعطال والمهام.
كيف تعمل أنظمة الإضاءة الذكية على تقليل استهلاك الطاقة؟
بين جمعة، أنه عندما يتم تحديد المشكلة بشكل صحيح، يتم وضع عدة حلول تعتمد على الكفاءة لاقتصادية، ولذلك يتم دائما تقديم حلول جذرية ومستدامة وتعمل على تقليل تكاليف الاستهلاك، وبالتالي تعظيم الاستفادة بأقل تكاليف ممكنة، مثل: استخدام كشافات الإضاءة بمستشعرات التحرك للعنصر البشري لتحديد أوقات الذروة وأوقات تقليل الأحمال الكهربائية، وهذا ما تم فعله في طريق شرم الشيخ ومدخل مدينة شرم الشيخ، وبعض الكمبوندات في العاصمة الإدارية الجديدة، عن طريق تكنولوجيا الطاقة الشمسية التي تم العمل عليها وإنتاجها خلال الفترات الأخيرة.
مضيفا، إلى أن شبكات الكهرباء من الأنظمة التي تمتد لآلاف الكيلومترات داخل المدن الذكية، وهي التي تربط المدن داخل بعضها البعض، وهي الأعين التي يرى بها الناس الطرق، وما داخل المدن والمنازل.
ولذلك فإن إدارة شبكات الكهرباء شيء بالغ التعقيد، ويحتاج إلى تكنولوجيا عالية لمراقبة وتحديد أماكن الأحمال العالية، وتحديد أوقات الذروة، وكذلك تحقيق وفر من الاستخدام الجيد لشبكة الكهرباء.
متطلبات تشغيل الشبكات
ومن جانبها قالت المهندسة رحمة الديب، تابعة لشركة الفا للطاقة الشمسية، إن المكونات اللازمة لإدارة تلك الشبكات بأنظمة الذكاء الاصطناعي تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة من كمبيوترات فائقة السرعة، وشبكة اتصالات عالية، وكذلك عنصراً بشريا ذو تدريب عال لاستخدام هذه الوسائل لتحقيق التكامل بين لعناصر.
أوضحت الديب، أن من أبرز التحديات التي قد تواجه تنفيذ تلك الشبكات الذكية في المدن، هي التكاليف العالية لهذه الشبكات، بالإضافة إلى عائق البنية التحتية القديمة، التي تحتاج إلى استبدال مكونات الشبكة القديمة بالشبكة الحديثة.
اتفق الطرفان علي أن مصر لا زالت قائمة لإدخال نظام تكنولوجيا الشبكات الذكية، والقضاء على فكرة عوائق البنية التحتية القديمة، مشيرة إلى أن مصر تبني حاليا خمس مدن ذكية، منها: المنصورة الجديدة، العاصمة الإدارية، العلمين، وغيرها.
ونلاحظ أن مصر دخلت بقوة في مجال تحسين الشبكات القديمة وإدخال تعديلات عليها لتحسين كفاءة استخدام الطاقة.
وأشارت الديب، إلى أن العائد الاقتصادي الأعلى يتحقق من الوفر الناتج عن تغيير نمط الاستهلاك، ولعل من أبرز الأمثلة، أن هناك مدينة كانت تستهلك أكثر من 5 جيجا وات في الإضاءة فقط، وتم تقليل هذا الاستهلاك إلى 1 جيجا فقط بعد استخدام تلك الأنظمة، مما وفر على الدولة 75% من كافة عناصر التكاليف (استيراد بترول أو غاز، كابلات نقل الطاقة، لوحات كهربائية، محولات… إلخ)
في ظل هذا التوجه المتسارع نحو تطوير البنية التحتية الذكية، تبدو المدن الذكية ليست مجرد خيار مستقبلي، بل ضرورة أصبحت اجبارية لمواكبة التحديات البيئية والاقتصادية. ومع الجهود المستمرة التي تبذلها الدول والقطاع الخاص في مصر، تتعزز فرص التحول إلى نموذج حضاري متكامل، يعتمد على التكنولوجيا المتقدمة .